الأدلة السمعية على أن فعل العبد
واقع بقدرة الرب
قال (وأما السمعيات فكثيرة جدا)
فإن قيل : التمسك بالكتاب والسنة يتوقف على العلم بصدق كلام الله تعالى ، وكلام الرسول عليهالسلام ، ودلالة المعجزة ، وهذا لا يتأتى مع القول بأنه خالق لكل شيء حتى الشرور والقبائح ، وأنه لا يقبح منه التلبيس (١) والتدليس والكذب وإظهار المعجزة على يد الكاذب ، ونحو ذلك مما يقدح في وجوب صدق كلامه ، وثبوت البنوة ، ودلالة المعجزات.
قلنا : العلم بانتفاء تلك القوادح ، وإن كانت ممكنة في نفسها من المعاديات الملحقة بالضروريات على أن هذا الاحتجاج اما هو على المعترفين بحجية الكتاب والسنة والمتمسكين بهما في نفي كونه خالقا للشرور والقبائح وأفعال العباد ، فلو توقف حجيتهما على ذلك كان دورا.
الدليل الأول
قال (منها ما ورد في معرض التمدح)
بأنه الخالق وحده كقوله تعالى (خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (٢) (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) (٣) (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) (٤).
__________________
(١) في (ب) اللبس بدلا من (التلبيس).
(٢) سورة الأنعام جزء من آية رقم ١٠٢.
(٣) هذا جزء من آية سورة الأنعام ١٠١ والآية : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ).
(٤) سورة القمر آية رقم ٤٩.