أفعاله بقضاء الله وقدره
قال (وأفعاله بقضاء الله تعالى)
(وقدره بمعنى خلقه ، وتقديره ابتداء أو بوسط موجب والرضا إنما يجب بالقضاء دون المقضي ، وعند المعتزلة لا يصلح إلا بمعنى الإعلام والكتبة أو بمعنى الإلزام في الواجبات خاصة ، وقالت الفلاسفة : القضاء وجود الكائنات في العالم العقلي مجملة ، والقدر وجودها في موادها الخارجية مفصلة. ودخول الشر في القضاء بالتبعية).
قد اشتهر من بين (١) أكثر الملل أن الحوادث بقضاء الله تعالى وقدره ، وهذا يتناول أفعال العباد ، وأمره ظاهر عند أهل الحق لما تبين أنه الخالق لها نفسها ، أو الخالق للقدرة والداعية الموجبتين لها ، فمعنى القضاء والقدر الخلق والتقدير كما في قوله تعالى (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) (٢) وقوله تعالى (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها) (٣) ولا يستقيم هذا عند القدرية ، وقد يكون القضاء والقدر بمعنى الإيجاب والإلزام كما في قوله تعالى (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (٤) وقوله تعالى (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) (٥) فيكون الواجبات بالقضاء والقدر دون البواقي ، وقد يراد بهما الإعلام والتبيين لقوله تعالى (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ) (٦) الآية وقوله تعالى (إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) (٧) أي أعلمنا بذلك وكتبناه في اللوح فعلى هذا جميع الأفعال بالقضاء والقدر.
__________________
(١) في (ب) بزيادة حرف الجر (من).
(٢) سورة فصلت آية رقم ١٢.
(٣) سورة فصلت آية رقم ١٠.
(٤) سورة الإسراء آية رقم ٢٣.
(٥) سورة الواقعة آية رقم ٦٠.
(٦) سورة الإسراء آية رقم ٤.
(٧) سورة النمل آية رقم ٥٧.