ذم القدرية
والنصوص الدالة عليه
قال (ثم لا خلاف في ذم القدرية)
(حتى قال النبي صلىاللهعليهوسلم «لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا» (١) وسموا بذلك لإفراطهم في نفيه وما يقولون من أن المثبت له أولى بالانتساب إليه مردود بقولهصلىاللهعليهوسلم «القدرية مجوس هذه الأمة» (٢) وقوله صلىاللهعليهوسلم «إذا قامت القيامة نادى مناد في أهل الجمع أين خصماء الله ، فيقوم القدرية» وبأن من يضيف القدر إلى نفسه أولى بهذا الاسم ممن يضيفه إلى ربه).
قد ورد في صحاح الأحاديث «لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا» والمراد بهم القائلون بنفي كون الخير والشر كله بتقدير الله تعالى ومشيئته ، سموا بذلك لمبالغتهم في نفيه ، وكثرة مدافعتهم إياه ، وقيل لإثباتهم للعبد قدرة الإيجاد ، وليس بشيء لأن المناسب حينئذ القدري بضم القاف ، وقالت المعتزلة القدرية هم القائلون بأن الخير والشر كله من الله وبتقديره ومشيئته. لأن الشائع نسبة الشخص إلى ما يثبته ، ويقول به كالجبرية والحنفية (٣) والشافعية (٤) ، لا إلى ما ينفيه. ورد بأنه صح عن النبي صلىاللهعليهوسلم قوله
__________________
(١) لم نعثر على تخريج هذا الحديث رغم البحث والتقصي في كتب الأحاديث.
(٢) الحديث رواه أبو داود في السنة ١٦ ، وأحمد بن حنبل ٢ : ٨٦ ، ٥ : ٤٠٧ ولفظه عند أبي داود : مجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر.
(٣) هم أتباع الإمام أبو حنيفة ، أحد الأئمة الأربعة من أصحاب المذاهب الإسلامية. وتميز المذهب الحنفي بالمرونة لاعتماد أبي حنيفة على القياس كمصدر هام من مصادر التشريع الإسلامي ومن رجال المذهب الحنفي القاضي أبو يوسف ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، والإمام زفر وكثير من الدول الإسلامية تأخذ بالمذهب الحنفي.
(٤) الشافعية : أتباع الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، أحد الأئمة الأربعة من أصحاب المذاهب الإسلامية ، واستقى الشافعي فقهه من خمسة مصادر. وقد نص عليها في كتاب الأم. الأولى الكتاب والسنة إذا ثبتت ثم الثانية الاجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة ، والثالثة : أن يقول أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولا نعلم لهم مخالفا منهم والرابعة ، اختلاف أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم في ذلك ، الخامسة القياس ، ولا يصار إلى شيء ما دام الكتاب والسنة ، وهما موجودان. وقد توفي الشافعي عام ٢٠٤ ه.