المبحث الخامس
السعر تقدير ما يباع به الشيء
قال (المبحث الخامس السعر تقدير ما يباع به الشيء).
السعر تقدير ما يباع به الشيء ويكون غلاء ورخصا بأسباب من الله تعالى ، ولو كان البعض من اكتساب العباد ، فالمسعر هو الله تعالى وحده خلافا للمعتزلة.
طعاما كان أو غيره ، ويكون غلاء ورخصا باعتبار الزيادة على المقدار الغالب في ذلك المكان والأوان والنقصان عنه ، ويكونان بما لا اختيار (١) فيه للعبد كتقليل ذلك الجنس ، وتكثير الرغبات فيه ، وبالعكس وبما له فيه (٢) اختيار (٣) كإخافة السيل (٤) ، ومنع التبايع ، وادخار الأجناس ومرجعه أيضا إلى الله تعالى ، فالمسعّر (٥) هو الله وحده (٦) خلافا للمعتزلة زعما منهم أنه قد يكون من أفعال العباد تولدا كما مرّ ومباشرة كالمواضعة على تقدير الأثمان.
__________________
(١) في (ب) احتيال بدلا من (ختيار)
(٢) سقط من (ب) لفظ (فيه)
(٣) في (ب) احتيال بدلا من (ختيار)
(٤) في (ب) البل بدلا من (السيل).
(٥) في (ب) المقرب بدلا من (المسعر)
(٦) أخرج ابن ماجه في كتاب التجارات ٢٧ باب من كره أن يسعر ٢٢٠٠ حدثنا حجاج حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة ، وحميد وثابت عن أنس بن مالك قال : «غلا السعر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالوا : يا رسول الله قد علا السعر فسعر لنا. فقال : إن الله هو المسعر القابض ، الباسط ، الرزاق ، إني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد يطلبني بمظلمة في دم ولا مال ...».