أواخر سورة الأنعام وحملها على مشيئة القسر والإلجاء اجتراء ، والنقل عن أئمة (١) التفسير افتراء ، والتمسك بقوله تعالى (كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (٢) مراء (٣) لأنه لا يدل على أن تعليق الأمور بمشيئة الله كذب ، بل على أن قول الكفرة (لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا) (٤) عناد منهم ، وتكذيب لله ، وتسوية بين مشيئته ورضاه وأمره على ما قالوا حين فعلوا فاحشة (وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها) (٥).
الثاني : أنه لو وجب لما أخبر الله بسعادة البعض ، وشقاوة البعض بحيث لا يطيع البتة ، لأن ذلك إقناط وإغراء على المعصية وهو قبيح ، ولو في حق من علم الله أنه لا يجدي عليه اللطف.
الثالث : أنه لو وجب لكان في كل عصر نبي ، وفي كل بلد معصوم يأمر بالمعروف ، ويدعو إلى الحق ، وعلى وجه الأرض خليفة ينصف المظلوم وينتصف من الظالم إلى غير ذلك من الألطاف.
العوض
قال (الثاني العوض (٦) وهو يقع خال عن التعظيم)
(في مقابلة ما يفعل بالعبد من الألم ونحوه ، ويجب لأن تركه ظلم وهو ضرر لا يكون مستحقا ، ولا مشتملا على نفع ، أو دفع ضر ولا عاديا. قالوا والألم إن وقع جزاء سيئة فعقوبة ، وإلا فإن كان من الله تعالى ، أو من مكلف لا حسنة له ، أو من غير عاقل ، اضطر إليه بسبب من الله تعالى ، أو واقعا بأمره ، أو إباحته أو تمكينه ، فالعوض
__________________
(١) في (ب) آية بدلا من (أئمة)
(٢) سورة الأنعام آية رقم ١٤٨
(٣) في (ب) هراء بدلا من (مراء)
(٤) سورة الأنعام آية رقم ١٤٨
(٥) سورة الأعراف آية رقم ٢٨ وقد جاءت هذه الآية محرفة في الأصل حيث قال : (عليه) بدلا من (عليها)
(٦) العوض : واحد الأعواض. تقول منه عاضه وأعاضه وعوضه تعويضا وعاوضه أي أعطاه العوض. واعتاض وتعوض أخذ العوض ، واستعاض أي طلب العوض.