(الفصل السابع في أسمائه وفيه مباحث).
معظم كلام القدماء في هذا الفصل شرح معاني أسماء الله ، ورجعها إلى ما له من الصفات والأفعال ، والمتأخرون فوضوا ذلك إلى ما صنف فيه من الكتب ، واقتصروا على ما اختلفوا فيه من مغايرة الاسم للمسمى وكون أسماء الله تعالى توفيقية.
المبحث الأول
الاسم
قال (المبحث الأول الاسم)
(هو اللفظ الموضوع ، والمسمى هو المعنى الموضوع له ، والتسمية وصفه أو ذكره فتغايرها ضروري وما اشتهر من أن الاسم نفس المسمى ، والتسمية غيرهما ، أريد بالاسم المدلول. كما في قولنا زيد كاتب بخلاف قولنا زيد مكتوب ، وتفضل الشيخ بأن الاسم قد يكون نفس المسمى كقولنا الله ـ وقد يكون غيره كالخلق ، وقد يكون بحيث لا هو ولا غيره كالعالم مبني على أنه أخذ المدلول بحيث يعم التضمن ، وأراد بالمسمى نفس الذات والحقيقة ، وتمسك الفريقين بمثل قوله تعالى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (١) وقوله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٢). مع أنه يوهم أن المتنازع ا س م وليس كذلك ضعيف ، إذ قد يقدس الاسم ، ويعبر بتعظيمه عن تعظيم الذات ، وقد يراد به عند الشيخ التسمية ، مع أن تعدد المفهومات لا ينافي وحدة الذات.
فإن قيل : لا خفاء في تغاير اللفظ والمعنى وعدم تغاير المدلول والمسمى فلا يظهر ما يصلح محلا للنزاع والاشتباه.
__________________
(١) سورة الأعلى آية رقم ١
(٢) سورة الأعراف آية رقم ١٨٠