المبحث الثاني
أسماء الله تعالى توفيقية
قال (المبحث الثاني)
(المبحث الثاني أسماء الله تعالى توفيقية خلافا للمعتزلة ، والقاضي مطلقا والغزالي (١) في الصفات ، وتوقف إمام الحرمين ، ومحل النزاع ما اتصف الباري بمعناه ، ولم يرد إذن ولا منع به ، ولا بمرادفه ، وكان مشعرا بإجلال من غير وهم إخلال لنا أنه لا يجوز في حق النبيصلىاللهعليهوسلم ، بل لا يرتضيه آحاد الناس. قالوا شاع في سائر اللغات. قلنا غير محل النزاع.
قال الإمام الحل والحرمة من أحكام الشرع ، فيتوقف على دليل شرعي وعلى عبرة بالقياس في الأسماء والصفات.
قلنا : التسمية من العمليات. وقال الغزالي أجزاء الصفات إخبار بصفات مدلولاتها فيجوز بدلائل إباحة الصدق ، بل استحبابه إلا لمانع بخلاف التسمية ، فإنه تصرف في المسمى فلا يصلح إلا لمن له الولاية. وإنما لم يجزم مثل العارف (٢) والفطن (٣) لما فيه من وهم الإجلال ، ولا يمثل الحارث والزارع بعدم الإجلال).
__________________
(١) هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسيّ أبو حامد ، حجة الإسلام ، فيلسوف ، متصوف ، له نحو مائتي مصنف ، مولده ووفاته في الطبران عام ٤٥٠ ه. ورحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد فالحجاز فبلاد الشام فمصر ، وعاد إلى بلدته من كتبه : إحياء علوم الدين ، وتهافت الفلاسفة ومقاصد الفلاسفة وغير ذلك كثير توفى عام ٥٠٥ ه.
راجع وفيات الأعيان ١ : ٤٦٣ وطبقات الشافعية ٤ : ١٠١ وشذرات الذهب ٤ : ١٠ ومفتاح السعادة ٢ : ١٩١ ـ ٢١٠
(٢) العارف : العرف : الريح الطيبة ، والمعروف ضد المنكر ، والعرف عرف الفرس ، وقوله تعالى : (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) قيل هو مستعار من عرف الفرس ، والأعراف الذي في القرآن ، قيل هو سور بين الجنة والنار ، وعرفات موضع بمعنى ، وهو اسم في لفظ الجمع فلا يجمع. قال الفراء : لا واحد له والعارف : بمعنى كالعليم والعالم ، والعريف أيضا النقيب وهو دون الرئيس والجمع عرفاء.
(٣) الفطنة : كالفهم تقول : فطن للشيء يفطن بالضم فطنة ، وفطن بالكسر فطنة أيضا وفطانة وفطانية بفتح ـ