قال (المبحث الثالث)
في مدلول الاسم
(مدلول الاسم قد يكون نفس الذات ، وقد يكون مأخوذا باعتبار (١) الأجزاء ، وبعض العوارض من الصفات والأفعال ، والسلوب (٢) ، والإضافات ، وبهذا الاعتبار كثرت أسماء الله تعالى ، ولا خفاء في امتناع الثاني ، واختلفوا في الأول ، وزعموا أنه فرع الاختلاف في العلم بالذات (٣) ، وليس بشيء لجواز أن يكون الواضع هو الله تعالى ، أو يكفي العلم بالذات بوجه ما فلهذا ذهب المحققون إلى أن الله علم للذات.
فإن قيل : ما يصح اتصاف الباري تعالى كثير جدا (٤) ، وقد ورد (٥) في الكتاب والسنة ما يزيد على مائة وخمسين ، فما وجه الحصر في التسعة والتسعين (٦)؟.
قلنا : بعد تسليم دلالة اسم العدد على نفي الزيادة ، ويجوز أن يكون قولهصلىاللهعليهوسلم : «من أحصاها دخل الجنة» (٧). في موقع الوصف ، ويكون الاسم الأعظم داخلا فيها مبهما لا يعرفه إلا الخاصة ، أو خارجا وزيادة شرفها بالنسبة إلى ما عداها على أن الرواية المشتملة على تفصيل التسعة والتسعين مما ضعفه كثير من المحدثين).
مفهوم الاسم قد يكون نفس الذات والحقيقة ، وقد يكون مأخوذا باعتبار الأجزاء وقد يكون مأخوذا باعتبار الصفات والأفعال والسلوب والإضافات ، ولا خفاء في تكثير أسماء الله تعالى بهذا الاعتبار ، وامتناع ما يكون باعتبار الجزء لتنزهه عن التركب واختلفوا في الموضوع لنفس الذات ، فقيل جائز بل واقع. كقولنا :
__________________
(١) في (ب) بزيادة لفظ (بعض)
(٢) سقط من (ب) لفظ (السلوب)
(٣) سقط من (ب) لفظ (بالذات)
(٤) سقط من (أ) لفظ (جدا)
(٥) في (ب) جاء بدلا من (ورد)
(٦) كما يقول الرسول صلىاللهعليهوسلم : «إن لله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة»
(٧) في رواية أخرى «من حفظها دخل الجنة».