بموجب لزم الترجيح بلا مرجح ، لأن نسبة الموجب إلى جميع أجزاء البسيط على السواء.
السادس : فاعل الحيوانات (١) وأعضائها (٢) على صورها وأشكالها ، يجب أن يكون قادرا مختارا. إذ لو كان طبيعة النطفة أو أمرا خارجيا موجبا لزم أن يكون الحيوان على شكل الكرة ، إن كانت النطفة بسيطة ، لأن ذلك مقتضى الطبيعية ، ونسبة الموجب إلى أجزاء البسيط على السوية ، وعلى شكل كرات مضمومة بعضها إلى البعض إن كانت النطفة مركبة ، من البسائط بمثل ما ذكر.
وقد يتمسك في إثبات كون الباري قادرا عالما بالإجماع ، والنصوص القطعية من الكتاب والسنة (٣) ، وبأن القدرة والعلم والحياة ونحو ذلك صفات كمال. وأضدادها من العجز والجهل والممات سمات نقص يجب تنزيه الله عنها. وبأن صانع العالم على ما فيه من لطائف الصنع وكمال الانتظام والإحكام عالم قادر بحكم الضرورة. وهذه الوجوه لا تخلو عن محال مناقشة :
أما الستة (٤) الأول : قلما (٥) لا يخفى على المتأمل فيها ، الواقف على قواعد الفلسفة وأما السابع : فلأن مرجع الأدلة السمعية إلى الكتاب ، ودلالة المعجزات ، وهل يتم الإقرار بها ، والإذعان لها قبل التصديق بكون الباري قادرا عالما فيه تردد وتأمل ، وأما الثامن : فلأنه فرع جواز اتصافه (٦) [بها وكونها كمالات في حقه ووجوب اتصافه] بكل كمال ونحو ذلك من المقدمات التي (٧) ربما يناقش فيها. وأما التاسع : فلابتنائه (٨) على
__________________
(١) في (أ) الحيوان بدلا من (الحيوانات).
(٢) في (أ) وأعضائه بدلا من (أعضائها).
(٣) قال تعالى : (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) سورة الأنعام آية رقم ٦٥ ، وقال تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ) سورة الرعد آية رقم ٩.
(٤) في (ب) الشبه وهو تحريف.
(٥) في (ب) فلما بدلا من (قلما).
(٦) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٧) في (ب) انتهى بدلا من (التي).
(٨) في (ب) فلا نهاية وهو تحريف.