فنظرت فلم أجد في البيت غير قوس لي وخفّين كُنت ألبسهما ، فأصبحت وقد عزمت على بيعهما ، وكان يوم مجلس أبي الحسين بن سمعون ، فقلت في نفسي : أحضر المجلس ثمَّ انصرف فأبيع الخفّين والقوس. قال : وكان القوّاس قلَّ ما يتخلّف عن حضور مجلس ابن سمعون ، قال أبو الفتح : فحضرتُ المجلس فلمّا أردت الانصراف ناداني أبو الحسين : يا أبا الفتح لا تبع الخفَّين ولا تبع القوس فإنَّ الله سيأتيك برزق من عنده. تأريخ ابن عساكر ١ ص ٢٧٦.
٦ ـ قال الحافظ ابن كثير في تاريخه ١٢ ص ١٤٤ : قدم الخطيب أردشير بن منصور أبو الحسين العبادي ، وكان يحضر في مجلسه في بعض الأحيان أكثر من ثلاثين ألفاً من الرِّجال والنساء ، قال بعضهم : دخلتُ عليه وهو يشرب مرقاً ، فقلت في نفسي : ليته أعطاني فضله لأشربه لحفظ القرآن ، فناولني فضله فقال : اشربها على تلك النيّة. قال : فرزقني الله حفظ القرآن.
٧ ـ قال أبو الحارث الأولاسى : خرجت من حصن اولاس أُريد البحر فقال بعض اخواني : لا تخرج فإنّي قد هيَّأت لك «عُجَّة» حتّى تأكل قال : فجلست فأكلت معه ونزلت إلى الساحل وإذا أنا بابراهيم بن سعد (أبو إسحاق الحسني) العلوي قائماً يصلّي فقلت في نفسي : ما أشكّ إلّا أنَّه يريد أن يقول : امش معي على الماء ، ولئن قال لي لأمشينَّ معه ، فما استحكم الخاطر حتّى قال : هيه يا أبا