أُنشدكم بالله أيّها المسلمون ، هل دعايةٌ أقوى من هذه الكتب إلى تفريق صفوف المسلمين ، وتمزيق شملهم ، وفساد نظام المجتمع ، وذهاب ريح الوحدة العربيّة ، وفصم عرى الأُخوّة الإسلاميّة ، وإثارة الأحقاد الخامدة ، وحشّ نيران الضغائن في نفوس الشعب الإسلامي ، ونفخ جمرة البغضاء والعداء المحتدم بين فرق المسلمين؟!
(يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ) (١) : هذه الكتب يُضادّ صراخها نداء القرآن البليغ ، هذه النعرات المشمرجة (٢) تُشيع الفحشاء والمنكر في الملأ الديني ، هذه الكلم الطائشة معاول هدّامة لأُسّ مكارم الأخلاق التي بُعث لتتميمها نبيّ الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذه الألسنة السّلاقة اللسّابة البذّاءة مدرسات الأُمّة بفاحش القول وسوء الأدب وقبح العشرة وضدّ المداراة وبالشراسة والقحّة والشياص ، هذه التعاليم الفاسدة فيها دَحْسٌ لنظام المجتمع ودحلٌ بين الفرق الإسلاميّة ، وهتكٌ لناموس الشرع المقدّس وعبثٌ بسياسة البلاد وصدعٌ لتوحيد العباد ، هذه الأقلام المسمومة تمنع الأُمّة عن سعادتها ورقيّها وتولد العراقيل في مسيرها ومسربها وتمحو ما خطته يد الإصلاح في صحائف القلوب وتحيي في
__________________
(١) غافر : ٣٨.
(٢) الشمراج : المخلط من الكلام بالكذب ، والشمرج : الباطل «المؤلف».