الحوض وأنَّ اللطيف الخبير أخبر بذلك» ، وورود الحوض كناية عن انقضاء عمر الدنيا ، فلو خلا زمانٌ من أحدهما لم يَصدق أنَّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض.
إذا عُلم ذلك ظهر أنَّه لا يمكن أن يُراد بأهل البيت جميع بني هاشم ، بل هو من العامّ المخصوص بمَن ثبت اختصاصهم بالفضل والعلم والزهد والعفَّة والنزاهة من أئمَّة أهل البيت الطاهر ، وهم الأئمَّة الاثنا عشر وأُمّهم الزهراء البتول ، للإجماع على عدم عصمة مَن عداهم ، والوجدان أيضاً على خلاف ذلك ، لأنَّ مَن عداهم مِن بني هاشم تصدر منهم الذنوب ويجهلون كثيراً من الأحكام ، ولا يمتازون عن غيرهم من الخلق ، فلا يمكن أن يكونوا هم المجعولين شركاء القرآن في الأُمور المذكورة ، بل يتعيّن أن يكون بعضهم لا كلّهم ليس إلّا مَن ذكرناه. أمّا تفسير زيد بن أرقم لهم بمطلق بني هاشم (١) إن صحَّ ذلك عنه ، فلا تجب متابعته عليه بعد قيام الدليل على بطلانه.
اقرأ واحكم ، حيّا الله الأمانة والصِّدق ، هكذا يكون عصر النور.
__________________
(١) فيما أخرجه مسلم في صحيحه «المؤلّف».
انظر صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣ / ٢٤٠٨ حيث قال : هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس.