فحسب ، وإنّما اشترك معهم فيه حملة العلم والحديث من أصحاب الرَّجل. لكنَّ القصيمي لجهله بهم وبما يروونه ، أو لحقده على من رُوي الحديث في حقِّه ، يحسبه من آفات الشيعة.
وأما الحديث الثاني فكالأوَّل ليس من آفات الشيعة ، بل من غرر الفضائل عند أهل الإسلام ، فأخرجه الحافظ أبو إسحاق ابن ديزيل المتوفّى ٢٨٠ ـ ٢٨١ ه عن الأعمش ، عن موسى بن ظريف ، عن عباية قال : سمعت عليّاً وهو يقول : «أنا قسيم النار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا ، وذري ذا».
وذكره ابن أبي الحديد في شرحه ١ ص ٢٠٠ (١) ، والحافظ ابن عساكر في تأريخه من طريق الحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي.
__________________
الضالَّ عن الماء ، بعصًا لك من عوسج ، وكأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي». مناقب الخطيب ص ٦٥.
٨ ـ أخرج الحاكم في المستدرك ٣ : ٢ ١٣٨ باسناده وصحّحه عن علي بن أبي طلحة قال : حججنا فمررنا على الحسن بن علي بالمدينة ومعنا معاوية بن حديج ـ بالتصغير ـ فقيل للحسن : أنّ هذا معاوية بن حُديج الساب لعليِّ ، فقال : عليّ به ، فأتي به ، فقال : أنت الساب لعلي؟ فقال : ما فعلت ، فقال : والله إن لقيته ـ وما احسبك تلقاه ـ يوم القيامة تجده قائماً على حوض رسول الله (ص) يذود عنه رايات المنافقين ، بيده عصاً من عوسج ، حدّثنيه الصادق المصدق (ص) ، وقد خاب من افترى».
وأخرجه الطبراني وفي لفظه : «لتجدنّه مشمراً حاسراً عن ذراعيه يذود الكفّار والمنافقين عن حوض رسول الله (ص) ، قول الصادق المصدق».
(١) شرح نهج البلاغة ، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم ٢ : ٢٦٠.