وهذا الحديث سُئل عنه الإمام أحمد ، كما أخبر به محمّد بن منصور الطوسي قال : كنّا عند أحمد بن حنبل فقال له رجلٌ : يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يُروى : انَّ عليّاً قال : «أنا قسيم النار»؟ فقال أحمد : وما تُنكرون من هذا الحديث؟ أليس رُوينا إنَّ النبي صلىاللهعليهوآله قال لعليٍّ : «لا يحبّك إلّا مؤمنٌ ولا يُبغضك إلّا منافق»؟ قلنا : بلى. قال : فأين المؤمن؟ قلنا : في الجنّة قال : فأين المنافق؟ قلنا : في النّار. قال : فعليٌّ قسيم النار. كذا في طبقات أصحاب أحمد (١) ، وحكى عنه الحافظ الكنجي في الكفاية ص ٢٢ ، فليت القصيمي يدري كلام إمامه.
هذه اللفظة أخذها سلام الله عليه من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله له فيما رواه عنترة عنه صلىاللهعليهوآله انّه قال : «أنت قسيم الجنَّة والنار في يوم القيامة ، تقول للنار : هذا لي وهذا لك» ، وبهذا اللفظ رواه ابن حجر في الصواعق ٧٥.
ويُعرب عن شهرة هذا الحديث النبويِّ بين الصحابة احتجاج أمير المؤمنين عليهالسلام به يوم الشورى بقوله : «أُنشدكم بالله ، هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليُّ؟ أنت قسيم الجنّة يوم القيامة غيري»؟ قالوا : اللهمَّ لا. والأعلام ترى هذه الجملة من حديث الاحتجاج صحيحاً ، وأخرجه الدارقطني كما في الإصابة ٧٥.
__________________
(١) طبقات الحنابلة للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلي ١ : ٣٢٠.