طافوا في بلادهم : إنّه لا يوجد فيهم مَن يحفظون القرآن ، وقالوا : إنّه يندر جدّاً أن توجد بينهم المصاحف (١).
ج ـ بلاءٌ ليس يشبهه بلاء |
|
عداوة غير ذي حسب ودينِ |
يبيحك منه عِرضاً لم يصنه |
|
ويرتع منك في عِرض مصونِ |
ليتني كنتُ أعلم أنّ هذه الكلمة متى كُتبت؟ أفي حال السّكر أو الصحو؟ وأنَّها متى رُقمت؟ أعند اعتوار الخبل أم الإفاقة؟ وهل كتبها متقوِّلها بعد أن تصفّح كتب الشيعة فوجدها خلاءً من ذكر آية صحيحة غير ملحونة؟ أم أراد أن يصمهم فافتعل لذلك خبراً؟ وهل يجد المائن في الطليعة من أئمّة الأدب العربيِّ إلّا رجالاً من الشيعة ألَّفوا في التفسير كُتباً ثمينة ، وفي لغة الضّاد أسفاراً كريمةً هي مصادر اللغة ، وفي الأدب زبراً قيِّمة هي المرجع للمَلأ العلميِّ والأدبيِّ ، وفي النحو مدوَّنات لها وزنها العلميّ ، وإنَّك لو راجعت كُتب الإماميّة لوجدتها مفعمةً بالاستشهاد بالآيات الكريمة ، كأنّها أفلاكٌ لتلك الأنجم الطوالع ، غير مُغشّاة بلحن أو غلط.
وما كنّا نعرف حتى اليوم أنَّ مقياس التلاوة صحيحةً أو ملحونةً هو النزعات والمذاهب التي هي عقودٌ قلبيّة لا مدخل لها
__________________
(١) الصراع بين الإسلام والوثنية ٢ : ٣٩.