نعم ، عليُّ في السّحاب كلمةٌ للشيعة تأسّياً بالنبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله بالمعنى الذي مرّ في الجزء الأوّل ص ٢٩٢ (١) (٢) ، غير أنّ قوّالة
__________________
(١) من الطبعة الثانية «المؤلّف».
(٢) وخلاصة القول أنّ النبي (ص) لما جعل علياً (ع) مولى كل مؤمن ومؤمنة في يوم الغدير ، عمّمه بيده ، المباركة بعمامته المُسماة ب (السحاب) ، وأشار المصنّف العلّامة الأميني رضوان الله تعالى عليه إلى بعض العلماء من إخواننا أبناء السُنّة الذين ذكروا هذه الواقعة ، فقال :
وأخرج ـ الحمويني ـ باسناد آخر من طريق الحافظ أبي سعيد الشاشي : أنّ رسول الله (ص) عمّم علي بن أبي طالب رضى الله عنه عمامته السحاب ، فأرخاها من بين يديه ومن خلفه ثمّ قال : «أقبل» فأقبل ، ثمّ قال : «أدبر» فأدبر ، قال : «هكذا جاءتني الملائكة».
وبهذا اللفظ رواه جمال الدين الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين ، وجمال الدين الشيرازي في أربعينه ، وشهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل وزادوا : ثمّ قال (ص) : «مَن كُنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله».
وقال أبو الحسين الملطي في التنبيه والردّ ص ٢٦ : قولهم : علي في السحاب ، فإنّما ذلك قول النبي (ص) لعلي : «أقبل» وهو معتم بعمامة للنبي (ص) كانت تدعى «السحاب» ، فقال : «قد أقبل عليٌّ في السحاب» يعني في تلك العمامة التي تُسمّى «السحاب».
وقال الغزالي كما في البحر الزخّار ١ : ٢١٥ : كانت له عمامة تُسمّى «السحاب» فوهبها من علي ، فربّما طلع عليّ فيها فيقول (ص) : «أتاكم علي في السحاب».
وقال الحلبي في السيرة ٣ ص ٣٦٩ : كان له (ص) عمامة تُسمّى «السحاب» كساها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، فكان ربّما طلع عليه عليّ كرم الله وجهه فيقول (ص) : «أتاكم علي في السحاب» ، يعني عمامته التي وهبها له (ص).