وبالإسناد عن بُريد قال : قلتُ لأبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام : ما منزلكم؟ بمن تشبهون ممّن مضى؟ فقال : «كصاحب موسى ، وذي القرنين ، كانا عالمين ولم يكونا نبيَّين» (١).
وبالإسناد عن عمّار قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما منزلتهم؟ أنبياءٌ هم؟ قال : «لا ، ولكن هم علماء كمنزلة ذي القرنين في علمه ، وكمنزلة صاحب موسى ، وكمنزلة صاحب سليمان» (٢).
هذه جملةٌ من أخبار الشيعة في الباب وهي كثيرةٌ مبثوثة في كتبهم (٣) وهذه رءوسها ، ومؤدَّى هذه الأحاديث هو الرأي العام عند الشيعة سلفاً وخلفاً ، وفذلكته : أنَّ في هذه الأُمّة أُناس محدَّثون كما كان في الأُمم الماضية ، وأمير المؤمنين وأولاده الأئمّة الطاهرون علماءٌ محدَّثون وليسوا بأنبياء. وهذا الوصف ليس من خاصّة منصبهم ولا ينحصر بهم ، بل كانت الصدِّيقة كريمة النبيّ الأعظم محدَّثة ، وسلمان الفارسي محدِّثاً. نعم كلّ الأئمَّة من العترة الطاهرة محدَّثون ، وليس كلُّ محدَّث بإمام ، ومعنى المحدَّث هو العالم بالأشياء بإحدى الطرق الثلاث المفصَّلة في الأحاديث المتلوَّة ، هذا ما عند الشيعة ليس إلّا.
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٣٨٦ / ٣.
(٢) بصائر الدرجات : ٣٨٦ / ٥.
(٣) جمعها العلّامة المجلسي في بحار الأنوار «المؤلِّف».