وحاصل التفسيرين : انّه طبقاً للتفسير الأوّل يكون المراد من اليوم في قوله : ( يَوْمَ تَأْتِي ) هو قبيل القيامة ، كما يكون المراد من اليوم في قوله : ( يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ ) هي يوم القيامة.
وعلى التفسير الثاني يكون اليومان متقاربين في عصر الرسول ، غير انّ الأوّل يعد من أيام قبل الهجرة ، والثاني من أيام بعد الهجرة أي يوم بدر.
٦. ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ). (١)
وفي هذه الآية مواضع للتساؤل.
الأوّل : ما هو المراد من قوله سبحانه : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ) ؟
الثاني : ما هو المراد من الدابة الخارجة من الأرض ؟
الثالث : ما هو المراد من قوله : ( تُكَلِّمُهُمْ ) وماذا يقول لهم ؟
الرابع : ما هو المقصود من الآيات الواردة في آياتنا ؟ فهل هي آيات تكوينية أو المراد المعاجز والكرامات ؟
الخامس : ما هو الهدف لإخراج الدابة من الأرض ، وهل الهدف جلب المعاندين إلى حظيرة الإسلام أو إيجاد الحسرة في قلوب الكافرين ؟
السادس : ما هو المراد من قوله : ( أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ) ؟ فهل هو علّة لنزول العذاب الذي يدلُّ عليه قوله : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ) ، أو هو مقول قول الدابة ؟ أو غير ذلك ؟
هذه الاستفسارات تحوم حول الآية ، وليس في الذكر الحكيم آية تعد نظيرتها
__________________
١. النمل : ٨٢ ـ ٨٣.