محتاج الى حيثية تعليلية حتى يحقّقه ولا يحتاج في حمل الوجود عليه إلى حيثية تقييدية.
وإن شئت قلت : ليس في نظام الوجود شيء يوصف بالوجود بلا جهات تعليلية وتقييدية سوى الواجب فهو غير مفتقر ولا معلّل ، وأمّا الموجودات الإمكانية فهي بين ما يتوقّف على كلتا الحيثيتين ، كقولنا : الجسم أبيض ؛ وأخرى على حيثية واحدة ، كقولنا : الوجود موجود ، أو البياض موجود. فلوازم الوجود والماهية معلّلة في التحقّق والثبوت غير معلّلة في اللزوم والإيجاب.
الثالث :
[الرابع] الوجود هو أصل الكمال ومبدؤه
الماهيات بما أنّها أمور انتزاعية من حدود الموجود فلا أثر لها ولا اقتضاء وإنّما الأثر والشرف والكمال كلّه للوجود ، وهو الأصيل في عالم التحقّق ، إذ العلم بوجوده يكشف عن المعلوم لا بماهيته ، وهو بوجوده أيضا كمال وجمال لا بمفهومه ، ومثله القدرة والحياة والإرادة فكلّها شرف بالوجود لا بمفاهيمها ، ولذلك كلّما اشتدّ الموجود ، وقلّت حدوده الوجودية اشتدّ كماله ، وكلّما ضعف الوجود وكثرت حدوده الوجودية ضعف كماله إلى أن يصل إلى حدّ ليس له حظّ من الوجود سوى كونه