أو قبلها ، وانّ باذرها هل هو إغريقي ، أو رومي ، أو هندي ، أو صيني ، أو إيراني؟
الأقوال في المسألة لا تتجاوز الثلاثة :
ألف : انّه مسيّر ، والحاكم عليه الجبر.
ب : انّه مفوّض إليه ، والحاكم عليه الاختيار المطلق.
ج : لا مسيّر ولا مفوّض ، بل أمر بين ذلك.
ولكل من الجبر والتفويض مناهج تتحد في النتيجة وتختلف في طريق البحث وإقامة البرهان.
مناهج الجبر :
أمّا شقوق الجبر ومناهجه ، فالاختلاف في المنهج مع الاتفاق في النتيجة يستند إلى الاختلاف في بعض الأصول الفلسفية ، فالمتكلم القائل بالجبر يسنده إلى فاعل أعلى وهو الله سبحانه ، لكن المادّي المنكر لما وراء المادة القائل بالجبر يسنده إلى عوامل مادية تحيط بالإنسان وتحدّد طريقه ، وهي : «الوراثة» و «التعليم» و «البيئة».
كما أنّ الفيلسوف الإلهيّ القائل بالجبر ، تارة يسنده إلى إرادة الإنسان ، وأنّها أمر غير اختياري ، فيكون الفعل المراد مثلها ؛ وأخرى إلى الإرادة الأزلية ، لانتهاء جميع العلل الطولية إلى ذاته ،