الجبر الأشعري
١
أفعال العباد مخلوقة لله سبحانه
هذه المسألة تنطلق من القول بالتوحيد في الخالقية ، وانّه لا خالق إلّا إيّاه ، من غير فرق بين الذوات والأفعال.
لا شك انّ هذا الأصل من أصول التوحيد وشعبه ، لكن الكلام في كيفية تفسيره. فقد فسّرته الأشاعرة بإنكار وجود أيّ تأثير أصيل أو تبعيّ لغيره سبحانه ، وقالوا بوجود علة تامة قائمة مكان جميع العلل والأسباب ، فلا تأثير لأيّ موجود سوى الله ، فهو الخالق الموجد لكل شيء حتى فعل الإنسان.
يقول الأشعري : إنّه لا خالق إلّا الله ، وإنّ أعمال العبد مخلوقة لله مقدّرة ، كما قال: (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) (١) وانّ العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئا وهم يخلقون ، كما قال سبحانه : (هَلْ
__________________
(١). الصافات : ٩٦.