مناهج الاختيار
٣
لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين
كان الرأي السائد على المناهج الكلامية منذ أطلّ المفكّرون من المسلمين بنظرهم على هذه المسألة ، أنّه لا مناص من اختيار أحد الرأيين ، وأنّه لا طريق ثالث بينهما لسالك طريق المعرفة ، وبذلك ضلّ القائلون إما في متاه الجبر ، أو وقعوا في حبال الشرك.
غير أنّ أهل البيت عليهمالسلام ـ أحد الثقلين ـ وقفوا في وجه القائلين بالجبر ، كما وقفوا في وجه القائلين بالتفويض. وقالوا : إنّ موقف الإنسان بالنسبة إلى الله ، غير موقف الجبر المشوّه لسمعة المذهب ، وغير التفويض ، الملحق للإنسان بمتاه الشرك ، بل الموقف واقع بين الأمرين ، وليست صيانة التوحيد منوطا بالقول بالجبر ، ولا صيانة عدله وقسطه ، منحصرا بالقول