شبهات حول الاختيار
الشبهة الثانية
هل الحسنة والسيئة من الله أو من العبد؟
ربّما يتبادر إلى الذهن في بادئ النظر وجود الاختلاف في بيان القرآن في منشأ الحسنات والسيئات ، فقد اختلف بيانه ـ في بادئ النظر ـ في منشئهما.
فتارة ينقل عن المنافقين بأنّهم كانوا ينسبون الحسنة إلى الله والسيئة إلى النبي الأكرم تطيّرا بوجوده ، ثم يأخذ القرآن بردّه ، ويقول : إنّ كلّا منهما منه سبحانه.
قال تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) (١).
فعلى ضوء هذه الآية تكون الحسنة والسيئة من الله ، ولكنّه
__________________
(١). النساء : ٧٨.