الكلام في إبطال الجبر
قد تبيّن بطلان التفويض ، وحان حين البحث في إبطال الجبر.
البرهان الأوّل لا بطال الجبر
وهذا البرهان يتألّف من عدة مقدّمات هي كالتالي :
١. أصالة الوجود
إنّ الأصل في التحقّق هو الوجود دون الماهية ، لأنّ الوجود بما هو هو يأبى عن العدم ، بخلاف الماهية فإنّ حيثيتها حيثية عدم الإباء عن الوجود والعدم ، فاذا كان هذا حالهما فكيف يمكن أن يكون الأصيل هو الماهيّة؟
وإن شئت قلت : اتّفق الحكماء على أنّ الأصل في الواجب هو الوجود ، ولكنّهم اختلفوا فيما هو الأصل في غير الواجب ،