[الحرب بين ناصر الدولة ومعزّ الدولة بن بويه]
ووقع ما بين معزّ الدّولة وبين ناصر الدولة بن حمدان ، فجمع ناصر الدّولة وجاء فنزل سامرّاء ، فخرج إليه معزّ الدّولة ومعه المطيع في شعبان ، وابتدأت الحرب بينهم بعكبرا (١).
وكان معزّ الدّولة قد تغيّر على ابن شيرزاد واستخانه في الأموال ، فأحفظه ذلك ، ووقع القتال ، فاندفع معزّ الدّولة والمطيع بين يديه ، فجاء ناصر الدّولة فنزل بغداد ، من الجانب الشّرقيّ فملكها ، وجاء معزّ الدّولة ومعه المطيع كالأسير ، فنزل في الجانب الغربيّ ، وبقي في شدّة غلاء حتّى اشتري له كرّ حنطة بعشرة آلاف درهم (٢) أو بأكثر. وعزم على المسير إلى الأهواز فقال : روّزوا لنا الشّطّ (٣) ، فإن قدرنا على العبور كان أهون علينا. فلمّا عبرت الدّيالمة اضطرب عسكر ناصر الدّولة وانهزموا ، وهرب ناصر الدّولة فعبر معزّ الدّولة إلى الجانب الشّرقيّ ، وأحرق الدّيلم سوق يحيى ، ووضعوا السّيف في النّاس وسبوا الحريم ، وهرب النّساء إلى عكبرا ، ومات منهنّ جماعة من العطش (٤).
[امتناع الحجّ]
ولم يحجّ أحد من أهل العراق.
[وفاة القاضي الخرقيّ]
وفيها توفّي القاضي أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن إسحاق الخرقيّ قاضي قضاة المتّقي لله بدمشق.
__________________
(١) العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ١٧٨ ، الكامل في التاريخ ٨ / ٤٥٣ ، البداية والنهاية ١١ / ٢١٣ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٢٨٦.
(٢) في تكملة تاريخ الطبري ١ / ١٥١ «بعشرين ألف درهم» ، ومثله في : تجارب الأمم ٢ / ٩١ ، والعيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ١٧٩ ، المنتظم ٦ / ٣٤٥.
(٣) في العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ١٧٩ : فأمر معزّ الدولة ببنيان زبازب ومعابر في دور على الصراة.
(٤) تكملة تاريخ الطبري ١ / ١٥١ ، تجارب الأمم ٢ / ٨٩ ـ ٩٣ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ١٧٩ ، ١٨٠ ، المنتظم ٦ / ٣٤٩ (حوادث سنة ٣٣٥ ه.) ، النجوم الزاهرة ٣ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ (باختصار).