وكذبوا ، فإنّ الله سبحانه وتعالى قال : (فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها (١)) ، فكذّبهم الله بقوله : (قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ (٢)). وأنْ عَنَوْا بالأمر القَدَر ، فليس ذلك حُجّة لهم ، فإنّ الله تعالى قدّر عليهم الضّلال والمُرُوقَ مِن الدّين ، وقدَّر عليهم أنّه يُدْخِلُهم النّارَ ، فلا ينفعهم قولُهم : أخذناه بأمر.
وقد أعطاهم المطيع مالا ، وبقي الحجر عندهم اثنتين وعشرين سنة (٣).
وفيها ـ قاله المسبّحيّ ، وافي سنبر بن الحسن (٤) إلى مكّة ومعه الحجر الأسود ، وأمير مكّة معه ، فلمّا صار بفناء البيت أظهر الحجر من سفط وعليه ضباب فضّة قد عملت من طوله وعرضه ، فضبط شقوقا حدثت عليه بعد انقلاعه ، وأحضر له صانعا معه جصّ يشدّه به. فوضع سنبر بن الحسن بن سنبر الحجر بيده ، وشدّه الصّانع بالجصّ ، وقال لمّا ردّه : أخذناه بقُدرة الله ورددناه بمشيئة الله (٥).
[وفاة الصّيمريّ الكاتب]
وفيها توفّي محمد بن أحمد الصّيمريّ كاتب معزّ الدّولة ووزيره (٦).
__________________
= الأرب ٢٣ / ١٨٩ ، دول الإسلام ١ / ٢١٠ ، العبر ٢ / ٢٤٩ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٢٨٤ ، البيان المغرب ١ / ٢٢٠ ، اتعاظ الحنفا ١ / ١٨٤ ، ١٨٥ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٢٣ ، مرآة الجنان ٢ / ٣٢٨ ، الدرّة المضيّة ٩٣ ، ٩٤ ، مآثر الإنافة ١ / ٣٠٩ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٣٠١ ، ٣٠٢ ، تاريخ الخلفاء ٣٩٩ ، شذرات الذهب ٢ / ٣٤٨.
(١) سورة الأعراف ، الآية ٢٨.
(٢) من الآية السابقة.
(٣) تكملة تاريخ الطبري ١ / ١٦٣ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٣٠٢.
(٤) في تجارب الأمم ٢ / ١٢٧ : «وكان الّذي جاء به أبو محمد بن سنبر».
(٥) النجوم الزاهرة ٣ / ٣٠٢.
(٦) تكملة تاريخ الطبري ١ / ١٦٢ (حوادث سنة ٣٣٨ ه.) ، تجارب الأمم ٢ / ١٢٣ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ١٩٠ ، معجم الأدباء ٢ / ٣٣٨ و ٣ / ١٨١ ، تاريخ الأنطاكي ٧٧ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٩٨ ، دول الإسلام ١ / ٢١١ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٢٨٤ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٢٣ وفيه «الضميري» ، وهو تصحيف ، النجوم الزاهرة ٣ / ٣٠٢.