أبيه الحسن.
والأحاديث في مدحه وذمّه وإن تضاربت ، غير أنّ غاية نظر الشيعة فيها ما اختاره سيد الطائفة السيد ابن طاوس في إقباله ص ٥١ : من صلاحه وحسن عقيدته وقبوله إمامة الصادق عليهالسلام ، وذكر من أصل صحيح كتاباً للإمام الصّادق وصف فيه عبد الله بالعبد الصالح ودعا له ولبني عمّه بالأجر والسعادة.
ثمّ قال : وهذا يدلّ على أنّ الجماعة المحمولين ـ يعني عبد الله وأصحابه الحسنيين ـ كانوا عند مولانا الصّادق معذورين وممدوحين ومظلومين وبحقّه عارفين ، وقد يوجد في الكتب : انهم كانوا للصّادقين عليهمالسلام مفارقين ، وذلك محتملٌ للتقية لئلّا يُنسب إظهارهم لإنكار المنكر إلى الأئمة الطاهرين.
وممّا يدلّك على أنّهم كانوا عارفين بالحقّ وبه شاهدين ما رويناه ـ وقال بعد ذكر السند وإنهائه إلى الصّادق ـ : ثمّ بكى عليهالسلام حتّى علا صوته وبكينا ثمّ قال : حدّثني أبي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيه أنه قال : يُقتل منك أو يُصاب نفرٌ بشطّ الفرات ما سبقهم الأوّلون ولا يعدلهم الآخرون. ثمّ قال :
أقول : وهذه شهادةٌ صريحةٌ من طرق صحيحةٍ بمدح المأخوذين من بني الحسن عليه وعليهمالسلام وأنهم مضوا إلى الله جلّ جلاله بشرف المقام ، والظفر بالسعادة والإكرام.