٤٩ ـ الزهري (ت / ١٢٤ ه) :
محمّد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب المعروف بابن شهاب الزهري ، كان من كبار الحفّاظ والفقهاء من التابعين ، كان يتّقي من الامويّين خصوصاً في فضائل الإمام علي عليهالسلام ، فيما صرّح هو بنفسه ، فقد روى ابن الأثير (ت / ٦٣٠ ه) في اسد الغابة بإسناده ، عن عبد الله بن العلاء ، عن الزهري ، عن سعيد بن جناب ، عن أبي عنفوانه المازني ، عن جندع (أبو جنيدة بن عمرو بن مازن الأنصاري) قال : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول : (من كذب عليَّ متعمّداً فليتبوأ مقعده من النار). وسمعته وإلا صمتاً يقول وقد انصرف من حجّة الوداع ، فلمّا نزل غدير خمّ قام في الناس خطيباً ، وأخذ بيد علي ، وقال : (من كنت مولاه فهذا وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه).
وقال عبد الله بن العلاء : فقلت للزهري : لا تحدّث هذا بالشام وأنت تسمع ملء اذنيك سبّ عليّ!!
فقال : واللهِ إنّ عندي من فضائل عليّ ما لو تحدّثت لَقُتِلت. أخرجه الثلاثة» (١) ، انتهى بلفظه.
٥٠ ـ السدي (ت / ١٢٧ ه) :
أخرج الطبري عنه أنّه قال في آية التقية ، أنّها تعني : «إظهار الولاية للكافرين في دينهم ، والبراءة من المؤمنين» (٢) ، وهذا هو أحد مصاديق
__________________
(١) اسد الغابة في معرفة الصحابة / ابن الأثير ٣٠٨ : ١ نقلاً عن : الغدير للعلامة الأميني ٢٣ : ١.
(٢) راجع كلام الطبري في الآية الاولى ، في الفصل الأوّل.