عرفت الزوجة في وجهي ونبرات صوتي ، الانزعاج ، ولكنّي حاولت أن أخفي عنها ، فلم احدّثها بكلّ ما رأيتُ وسمعتُ.
ولكنّها سألت : ومن كان ذلك المتكلّم؟ وما ذا كان يقول؟.
علمتُ أنّها كانت ترى من الشبّاك ما كان في الشارع ، ولكنّها هل سمعت كلّ ما كان هناك من حديث وخطاب؟!
لم أرد أن اخبرها بخطاب ذلك الجار ، لأنّه يحتوي على ما أعتقده «كفراً وخروجاً عن الإسلام ، ولا اريد أن اشوّه عقيدتها.
وبتُّ تلك الليلة قلقاً ، ولم أطق النوم ، كانَ شيءٌ ثقيلٌ يجثم فوق صدري ، يهيّج أحاسيسي ومشاعري ، حاولتُ ـ من غير جدوى ـ الخروج من تحت ثقله ، والتفلّت من قيوده ، لم أتمكّن.