وقال تعالى في سورة يونس آية ٦٢ : (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ).
وقال تعالى في سورة يوسف آية ١٠٣ : (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ).
وقال تعالى في سورة يوسف آية ١٠٩ : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ).
وقال تعالى في سورة الأنبياء آية ٢٤ : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ).
وقال تعالى في سورة النحل آية ٨٣ : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ).
إلى كثير من أمثالها يطول الحديث بذكرها ، وكلّها تدلّ على أنّ الحقّ لا يكون دائما بجانب الكثرة ، وإنّما يكون غالبا بجانب القلّة ، على إنّكم لو ألقيتم نظرة على حال الناس ، من مبدأ الخليقة إلى يومنا هذا ، لرأيتم أن أكثرهم على مرّ الأيام عصاة لله تعالى والمخلص المطيع منهم قليل ، والأكثر منهم جهّال ، والعلماء فيهم قليلون ، وأهل المروءة والصون فيهم آحاد ، وأهل الفضائل والمناقب أفراد ، وهذا ما لا شكّ فيه ولا ارتياب ، ومن ذلك تعلمون علم اليقين أنّ الأكثر لا يكون ميزانا للحكم عليه بالصواب ، وإنّ المدار في معرفة الحق والصواب على الدليل والبرهان.
الناس يظهرون الطاعة لكل من حصل له السلطة مطلقا
ثم كيف يذهب عن بالكم وأنتم ترون أنّه لم يتمكن قط متملك إلّا وكان حال الناس معه كحالهم مع الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان (رض) وهذه عادة مستمرة من مبدأ الأمر إلى وقتنا هذا وما