من الذي قتل الخليفة عثمان
قال : إنّ الذين اجتمعوا على قتل الخليفة عثمان بن عفان (رض) لم يكونوا من الصحابة ، بل كانوا غيرهم ، وهذا بخلاف المجتمعين في السقيفة على أبي بكر (رض) فإنّهم كانوا من الصحابة فكيف يا ترى يصحّ لكم أن تساووا بين الاجتماعين ، وتعطوهما حكما واحدا وهما مختلفان موضوعا ومحمولا ، وقياسا؟.
قلت : لا يخفى عليكم ما لا يخفى على غيركم إنّ مجرّد القول بأنّ المجتمعين على قتل الخليفة عثمان (رض) لم يكونوا من الصحابة ، لا يكون دليلا على نفيه عنهم ولو سلمنا لكم جدلا أنّهم لم يكونوا منهم ، ولم نطالبكم بأنّ تخبرونا من هم إن لم يكونوا هم ولكن الذي كان عليكم أن تفهموه هو أن اجتماعهم على قتله (رض) كان بمرأى منهم ، ومسمع ، ومنتدى ، ومجمع ، فلم يمنعوهم ، ولم ينكروا عليهم فإن كان ذلك علامة الرضا من الصحابة بفعلهم كانوا مشاركين لهم في قتله (رض) بدليل قوله تعالى في سورة الشمس آية ١٤ في قصة ناقة نبي الله تعالى صالح (ع) (فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها) فأضاف تعالى عقرها إليهم جميعا مع أنّ العاقر لها كان واحدا وهو (قدار بن سلاف) ويلقّب ب (أحيمر ثمود) ومن حيث أنّهم رضوا