قول الإمام ابن تيمية في الإجماع
وأمّا ما قاله الإمام ابن تيمية فيما حكاه عنه الدكتور أحمد محمود صبحي في كتابه (نظرية الإمامة عند الشيعة) ص ١١٧ فنقول في جوابه :
لقد فات الإمام ابن تيمية كما فات عليكم وعلى الدكتور أحمد ما في مقاله من الخلل الواضح وهو إنّ جواز الخطأ على الواحد والاثنين والأكثر من أفراد الأمّة ليس أمرا اختياريا ومقدورا لهم بخلاف الأمثلة المذكورة فإنّها أمور اختيارية مقدورة لهم يمكنهم إثباتها كما يمكنهم نفيها ، وبتعبير أوضح ، إنّ الإنسان قادر على أن يكثر من اللقم ليشبع ، وقادر على عكسه ، وقادر على كسر العصا والسهم الواحد ، وقادر على أن يجمع من كل منهما ما يتعذّر عليه كسره ، وقادر على قتال العدو إذا استعان بغيره ، وأجابه ذلك الغير ، وقادر على ترك قتاله ، إذا علم من نفسه عدم القدرة على قتاله ، ولم يجبه من استعان به على قتاله ، ولكنه غير قادر مطلقا أبدا على أن يمنع عن نفسه الخطأ ، أو السهو ، أو النسيان ، فضلا من أن يكون قادرا على منعه عن غيره وغيره مثله ، وهلم جرا. ولو اجتمعوا جميعا وذلك لدخول الأول في مقدوره واختياره وخروج الثاني عنهما فلا يصحّ قياس ما بالاختيار على ما ليس