الطائفة التي على الحق
وأخرجه الإمام البخاري في صحيحه ص ١٧٤ من جزئه الرابع في باب قول النبي (ص) لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق.
وأنتم لو أنعمتم النظر في هذا الحديث لعلمتم باليقين أنّه لا ينطق على غير أئمة الشيعة من أهل بيت رسول الله (ص) كما يدلّكم عليه وصفه (ص) لها ب (الطائفة) المشعر بالقلّة ، بدليل قوله تعالى في سورة التوبة آية ١٢٢ : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) ولا شك في أنّ أئمة الشيعة بالنسبة إلى غيرهم من علماء الفرق الإسلامية قليلة فيصدق عليهم صفة الطائفة في منطوق الحديث ولا يصدق لذلك على غيرهم فتكون هي المعنية فيه لا سواهم مطلقا.
وأمّا قوله (ص) «وهم ظاهرون على الحق أو على الناس» فإنّه يريد ظهورهم بالحجج والبراهين بدليل قوله (ص) : «لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم» ولا يريد ظهورهم بالسيف والسنان ، وإلّا لزمكم أن تقولوا ببطلان قوله (ص) «لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم» لوضوح عدم إمكان اجتماع خذلان الناس لهم أو مخالفتهم مع ظهورهم