بالسيف والسنان عليهم والقول ببطلان قول النبي (ص) كفر وضلال.
الحديث لا يريد أئمة أهل السنّة وعلماءهم
قال : يقول خصومكم إنّ النبي (ص) أراد بالطائفة في حديثه أئمة أهل السنّة وعلماءها ، لأنّهم طائفة من أمّته (ص) ، وقائمة بالحق ، وظاهرة على الناس بالحجج والدلالات ، فتخصيصكم ذلك بخصوص أئمة الشيعة تخصيص بلا مخصص ، وترجيح بلا مرجح ، وكلاهما باطلان شرعا وعقلا.
قلت أولا : إنّ الذي كان عليكم أن تدركوه هو أنّ أئمة أهل السنّة وعلماءهم قد خالف بعضهم بعضا في أصول الدين وفروعه ، فلو أرادهم رسول الله (ص) ، لزمكم أن تقولوا ببطلان قوله (ص) : «لا يضرّهم من خالفهم» وبطلان قوله (ص) : «ظاهرين على الحقّ» لأنّ الحق لا خلاف فيه مطلقا ، ولا يمكن أن يكون خلاف الحق حقا بدليل قوله تعالى فيما تقدّم : (فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ) وتخصيص ذلك ببعضهم دون بعض تخصيص بلا مخصص ، وترجيح بلا مرجح ، وكلاهما باطلان. فهذا الخلاف الواقع بينهم يمنع منعا باتّا من شمول الحديث لهم بخلاف أئمة الشيعة الذين هم أئمة أهل بيت النبي (ص) ـ وهم أدرى بما فيه من غيرهم ـ فإنّه لا خلاف بينهم ، لأنّ قولهم واحد وحديثهم واحد ، وقد تلقّوه عن جدّهم النبي الأعظم (ص) لذا يقول شاعرهم :
فشايع أناسا قولهم ، وحديثهم ؛ |
|
روى جدّنا عن جبرئيل عن الباري |
ثانيا : إنّ الحديث صريح في عصمة تلك الطائفة بدليل أنّها لا تزال ظاهرة على الحق دائما ، وكل من كان ظاهرا على الحق دائما مصيب دائما ، وكل مصيب دائما معصوم ، فتكون تلك الطائفة