حديث الحوض والبطانتين
وأمّا من تقدّم على هؤلاء الأئمة الأربعة من أصحاب رسول الله (ص) فإنّ الحديث لا يتناول جمهورهم ، وذلك لما أخرجه البخاري في صحيحه في أواخر ص ٨٥ في باب وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم من جزئه الثاني عن النبي (ص) أنه قال : «يجاء برجال يوم القيامة فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول يا ربّ أصحابي! فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم القهقرى منذ فارقتهم». وأخرج إلينا في صحيحه ص ٩٤ من جزئه الرابع في باب الحوض كغيره من أهل الصحاح بإسناده عن أبي هريرة عن النبي (ص) أنّه قال : «بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم ، قلت : أين؟ فقال إلى النار والله قلت : ما شأنهم؟ قال : إنّهم ارتدّوا على أعقابهم القهقرى ، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ، قلت : أين؟ قال : إلى النار والله ، قلت : ما شأنهم؟ قالوا : إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى فلا أرى يخلص منهم إلّا مثل همل النعم» وأنتم تعلمون أنّ همل النعم كما في قواميس اللغة ضوال الإبل ، ويعني هذا أنّ الناجي من أصحابه من النار في قلّة النعم الضّالة وأخرج أيضا