الصراط المستقيم ، وأنّهم هم الناجون من النار بانحرافهم عن أصحاب النار ، وأنّهم هم الشاكرون لله تعالى بتمسّكهم بثقلي رسول الله (ص) كتاب الله تعالى وعترته أهل بيته (ص) اللذين لن يفترقا حتى يردّا عليه الحوض وابتعادهم عن المرتدين القهقرى ، وترفّعهم عن المنقلبين على الأعقاب منذ فارقهم النبي (ص) كما جاء التنصيص على ذلك كلّه في الحديث.
وفي القرآن يقول الله تعالى مخاطبا أصحاب نبيّه (ص) في سورة آل عمران آية ١٤٤ : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) وأنتم تعلمون أنّ هذه الآية نزلت في واقعة (أحد) والخطاب فيها موجّه إلى أصحاب النبي الذين حضروا تلك الواقعة لا إلى غيرهم وهي تفيد كحديث البخاري المتقدم في باب الحوض بأنّ في أصحاب رسول الله (ص) المنقلب على الأعقاب ، وأنّهم جمهورهم ، وفيهم الشاكرون وإنّهم قليلون في قلّة همل النعم بدليل قوله تعالى فيما تقدم : (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) وقوله (ص) : «فلا أرى يخلص منهم (أي من النار) إلّا مثل همل النعم».
وشيء آخر إنّ الحديث كما قدمنا صريح في عصمة تلك الطائفة والعصمة منفية عن الصحابة لا سيما من جاءت الآية على ذكرهم والحديث على وصفهم فلا يمكن أن يتناولهم بمنطوقه ، ولا يكونوا من صغرياته.
بعض موارد اختلاف أئمة أهل السنّة
وأمّا موارد مخالفة أئمة أهل السنّة بعضهم لبعض فكثيرة نورد لكم بعضها لتكونوا على يقين من صحة ما قلناه :