وعلى ضوء هذا الحديث الشريف بنت الشيعة أصولها وفروعها لأنّه يدلّ على مطلوبها من وجوه.
حديث الثقلين وما يدلّ عليه
الأول : إنّ رسول الله (ص) جعل عترته أحد الثقلين وحكم بأنّهما لن يفترقا أبدا حتى يردا عليه الحوض ، وهو دليل على عصمتهم من الخطأ ، والمعصوم أحقّ بالاتّباع من غيره وذلك لأنّ أهل البيت مع القرآن دائما ، وكل من كان مع القرآن دائما مصيب دائما ، وكل مصيب دائما معصوم ، فأهل البيت معصومون ، والحديث دليل الصغرى من القياس ، وأمّا الكبرى فلأنّه لو جاز عليهم الخطأ لأمروا بالخطإ ، فيجب التمسّك بهم في الأمر بالخطإ ولا شيء من الخطأ يجوز التمسّك به ، ولما وجب التمسّك بهم مطلقا كالقرآن وجب أن يكونوا معصومين ، ولأنّه لو جاز عليهم الخطأ لفارقوا القرآن إذ لا شيء من القرآن بخطإ ، ولما ثبت أنّهم لا يفارقون القرآن ، ثبت أنّهم معصومين ، ولأنّه لو لم يكونوا معصومين لأمروا بالباطل ولا شيء من الباطل يجوز التمسّك به ولما وجب التمسّك بهم كالقرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وجب أن يكونوا معصومين ، ولا شيء أدلّ على عصمتهم من هذا الحديث الشريف.
الثاني : إنّ الحديث نصّ صريح في أنّ عندهم علم القرآن الذي فيه تبيان كل شيء وتفصيله فيتعيّن على الناس جميعا بما فيهم الخلفاء الثلاثة (رض) والأئمة الأربعة أن يرجعوا إليهم في أخذ معارفه ، وعلومه ، وسائر أحكامه ، لا إلى غيرهم.
الثالث : إنّ رسول الله (ص) جعلهم أعدال القرآن وهو واجب الاتّباع على جميع الناس بما فيهم الخلفاء الثلاثة والأئمة الأربعة (رض) ، فكذلك يجب على الناس كافّة بما فيهم الخلفاء