حديث تركت فيكم كتاب الله وسنّة رسوله (ص)
قال : ما تقولون لو قال لكم قائل : قال رسول الله (ص) «إنّي تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعده ، كتاب الله وسنّة رسول الله (ص)) ، ولم يقل عترتي أهل بيتي».
فهذا الحديث كما ترونه يفيد أنّ التمسّك بكتاب الله وسنّة رسول الله (ص) يعصمان الأمّة من الضلال فهما يغنيان الأمّة ولا يحتاجان إلى غيرهما كليّة؟.
قلت : أولا : إنّ هذا الحديث لو صحّ لم يروه إلّا واحد فهو من آحاد الخبر لا يقتضي علما ولا عملا فلا ينهض لمعارضة ما ثبت تواتره عند المسلمين أجمعين لأنّ حديث «وعترتي أهل بيتي» مروي عن نيف وعشرين صحابيا في قول الهيثمي ، وعن نيف وثلاثين صحابيا في قول الترمذي كما قدمنا فالمتعين طرح هذا الحديث لأنّه موضوع لا أصل له.
ثانيا : لو سلّمنا التعارض بينهما فإنّ الترجيح في جانب حديث «عترتي أهل بيتي (ص)» كما هو شأن المتعارضين في الحديث ، وتقديم المتواتر منه على غيره ، ولو كان صحيحا.
ثالثا : إنّ أئمة الحديث ونقاده عند أهل السنّة لم ينقلوا كلمة