الأدلّة الأربعة توجب معرفة الإمام بعد النبي (ص)
قال : فهل ترون أنّ معرفة هذا الإمام واجبة على الناس ، أو أنّها مستحبة كغيرها من المستحبات التي يؤجر فاعلها ، ولا يعاقب تاركها؟
قلت : إنّ معرفة الإمام بعد النبي (ص) من أعظم الواجبات في الدين وأكبر الفرائض في الإسلام ، بعد معرفة الله تعالى ، ومعرفة رسوله (ص) لأن به تحفظ الأحكام الإلهية من الضياع ، وتنفذ أوامره ونواهيه بعد النبي (ص) ودليلنا على ذلك كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه (ص) وإجماع الأمّة ، ودليل العقل السليم.
أمّا كتاب الله تعالى فقوله تعالى في سورة الإسراء آية ٧١ : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) : ولا يصحّ قطعا أن يدعى أحد بما لم يجب عليه معرفته ، ولم يلزم به علمه. فإذا ثبت أنّه يدعى به بحكم الآية ، ثبت وجوب معرفته عليه. وفي القرآن يقول تعالى فيما تقدم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وهذه الآية صريحة في وجوب معرفة أولي الأمر لأنّه تعالى أوجب طاعتهم ، فتجب معرفتهم ، كما أوجب معرفة نفسه تعالى ، ومعرفة نبيه (ص) ، بما أوجب لهما الطاعة على الناس أجمعين.
وأمّا السنّة فالحديث المتواتر الذي نقله أهل الصحاح من الفريقين بألفاظ مختلفة ، وقد أخرجه الحميدي في جمعه بين الصحيحين ، البخاري ومسلم ، ومحمد الخضري في ص ٢٥ من كتابه (نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم).
عن النبي (ص) أنّه قال : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».