الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) بخلاف الإمام فإنّ قوله (ع) قول النبي (ص) ، وفعله فعله (ص) لأنّه مخبر عن الله تعالى بواسطته لا بواسطة رأيه وهواه ، فتتم الحجة به لله تعالى بعد الرسول (ص) على الناس أجمعين والحمد لله تعالى ربّ العالمين.
السابع : إنّ الإمام كالنبي (ص) أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهو وليّ كل مؤمن ومؤمنة ، كما جاء التنصيص عليه في أحاديثه (ص) ، لا سيما حديث الغدير المتقدم ذكره تفصيلا ، بخلاف المجتهد ، فإنّه لا ولاية له على أنفس الناس مطلقا من ذكر وأنثى.
عصمة الإمام لا ينتقض بعدم عصمة نائبه المجتهد
ثم إنّ وجوب عصمة الإمام لا ينتقض بعدم عصمة نائبه المجتهد في زمان غيبته (ع) ، وذلك لأنّه يعتبر في التناقض شرائط كثيرة على ما سجّله علماء المنطق في كتبهم وأهمها. وحده الموضوع ، والزمان ، والمكان ، ومن المعلوم أنّ الإمام حال حضوره هو غير نائبه المجتهد في عصر غيبته ، فلا ينتقض هذا بذاك لاختلافهما موضوعا ، ومحمولا ، وحكما ، وقياسا ، ومن ثم لا يجوز تحصيل الأحكام بالاجتهاد مع حضوره وإمكان الوصول إليه ، وتحصيلها منه مشافهة ، أو كتابة إذا كانت مفيدة للعلم بصدورها منه (ع).
عدم عصمة المجتهد لا يمنع من رجوع غيره إليه في عصر غيبة الإمام (ع)
وأمّا رجوع غير المجتهد من الشيعة إليه في عصر غيبة الإمام المنتظر (عج) ، وأخذ الأحكام الشرعية الفرعية من طريقه ، مع عدم عصمته ، فهو في الحقيقة رجوع إلى الإمام المعصوم (ع) ، لأنّ أئمتهم الأطهار أمروهم ، في عصر غيبة الثاني عشر منهم ، بالرجوع إلى رواة