ما يجب على صاحبي من النصح للأمّة
وبعد هذا كله أليس من الواجب الشرعي عليكم كرجل من رجال الفكر الإسلامي ، المعول عليه في الأمور الدينية والشريعة الإسلامية ، الذي يهمكم تهذيب النفوس ، وصقل العقول وتنويرها بالعقائد الحقّة ، أنّ تدققوا النظر ، وتفكروا جيدا في الحديثين الشريفين اللذين أوردناهما لكم عند ذكرنا لتخلّف علي (ع) عن بيعة السقيفة ، والمسجّلين في أصحّ الكتب بعد كتاب الله تعالى عندكم ، بإجماع من يعتدّ به لديكم على ما حكاه ابن حجر في (صواعقه) ص ٧ من الباب الأول الذي عقده لبيان خلافة أبي بكر (رض) في الفصل الأول.
عليكم أن تنصحوا الأمّة بنبذ التعصّب البغيض ، وترك التقليد للآباء والأمهات والآخرين في الدين ، بلا دليل يقرّه العقل والدين ، والتمسّك بعترة النبي (ص) أهل بيته (ع) علي وبنيه الطاهرين ، صلوات الله عليهم أجمعين ، والرجوع إلى ما أراده الله تعالى ورسوله (ص) من إمامة علي (ع) على الأمّة بعد نبيّها (ص) ، كما تقدم من تنصيصهما عليه (ع) في القرآن والصحاح المحمدية (ص) المتواترة الجياد ، دون غيره ، ليحصل لهم النجاة في العاجل والآجل من