يوجب لهم العصمة من الخطأ أو الضلال وهو يرى بأمّ عينه تلك الآيات وهاتيك الروايات الصحاح ، وكثير غيرها ما لو أردنا استقصاءها لطال به الكتاب إلى حدّ وكثرة.
حمل الآيات والروايات على غير أصحاب النبي (ص)
قال : لو قال قائل يجب حمل هذه الآيات ، وتلك الروايات ، على غير أصحاب النبي (ص) لأنّهم أمراء المؤمنين ، ورؤساء المسلمين ، منزّهون. عمّا يشوّه سمعتهم ، ويحط من كرامتهم ، ويسيء الظن بهم.
قلت : أولا : إنّ أمراء المؤمنين ، ورؤساء المسلمين ، من أشار النبي (ص) إلى إمرتهم على المؤمنين ، ورئاستهم على المسلمين ، دون غيرهم ممّن نصبه الناس ، تبعا للأهواء ، والضلالات ، والشهوات ، والمشتهيات الرخيصة.
ثانيا : إنّ كل من لقي النبي (ص) ، وسمع خطابه ، وشافهه به ، فهو صحابي ، والمخاطبون في تلك الآيات وهاتيك الروايات لم يكونوا خارجين عن أصحابه (ص) ، لذا ترون أنّ الله تعالى نسب صحبة نبيّه (ص) إلى مشركي قريش بقوله تعالى في سورة التكوير آية ٢٢ : (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ).
ثالثا : إنّا نطالب هذا القائل أن يخبرنا من هم أولئك المخاطبون في تلك الآيات والروايات إن لم يكونوا أصحاب النبي (ص) فكيف يمكنه صرف الآيات والروايات عنهم؟ فالمشافهون في الخطاب فيها هم أصحابه (ص) ، وكيف يمكن حمل الروايات على غيرهم وفي بعضها صراحة بأنّ من خاطبهم النبي (ص) كانوا أصحابه (ص) ، لا أصحاب غيره ، كحديث الحوض ، وحديث : «لتتبعنّ سنن من كان