آية (وَأَمْرُهُمْ شُورى)
قال : يقول خصومكم : كيف لا يكون الصحابة مجتهدين مصيبين في اجتهادهم ، وقد مدحهم الله تعالى في القرآن ، وأثنى عليهم بقوله تعالى في سورة الشورى آية ٣٨ : (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) فهذا المدح والثناء عليهم يدلّ على أنّهم مصيبون فيما يفعلون ، لا سيّما ما وقع منهم في السقيفة من عقد البيعة ، وانتفاء العصمة عنهم لا يمنع من أن يكونوا مصيبين في ذلك؟؟.
قلت : أولا : إنّ قوله تعالى : (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) يعني بين جميع المؤمنين بما فيهم المعصومون من أهل بيت النبي (ص) ، لا بين بعضهم ، لا سيما إذا كان بعضهم مخالفا للآخرين وقد تقدم أنّ هذا لم يحصل في السقيفة من عقد بيعتهم للخليفة.
ثانيا : كيف غاب عن ذهنكم ، ولم تنتبهوا ، إلى أنّ ما قاموا به من عقد البيعة لم يكن ناتجا عن الشورى بينهم؟ فهذا الإمام البخاري يحدّثنا في صحيحه ص ١١٩ من جزئه الرابع في باب رجم الحبلى من الزنى إذا أحصنت. إنّ السابق إليها والمحرّك الكبير فيها الخليفة عمر بن الخطاب (رض) قال على المنبر على مرأى من الصحابة