حديث القرون
وأمّا ما جئتم به من حديث القرون ، ففيه تتمة لم تأتوا على ذكرها وهي كافية لبطلانه ، وكذبه ، وأنّه لا أصل له. وقد أخرجها ابن حجر الهيثمي في صواعقه في أواسط ص ٤ عن الطبراني والحاكم عن جعدة بن هبيرة أنّه قال (ص) : «خير الناس قرني الذي أنا فيه ، ثم الذين يلونهم ، والآخرون أراذل» وأنتم لو دققتم النظر قليلا في مضمون هذا الحديث لقطعتم ببطلانه ، وانتحاله ، مع الغض عن كونه من آحاد الخبر لا يقتضي علما ، ولا عملا.
أمّا أولا : فلأنّ الحكم على الآخرين بأنّهم أراذل لا يمكن صدوره من النبي (ص) فيمن جاء بعد قرنه (ص) من المؤمنين التابعين ، وتابعي تابعيهم ، من الصالحين ، والمتقين الأبرار ، بل الصادر عنه (ص) خلاف ذلك. فهذا ابن حجر الهيثمي يحدّثنا في (صواعقه) ص ٢١٠ عند بيان وقوع الخلاف بالتفضيل بين الصحابة ومن جاء بعدهم من صالحي هذه الأمّة ، بأسانيد كلّها معتبرة ، ومتواترة ، ففيها الصحيح وفيها الحسن فمنها قوله (ص) : «طوبى لمن رآني وآمن بي ، وطوبى لمن لم يرني وآمن بي سبع مرات».