ليس في العقل ولا في الشرع
ما يمنع خطأ أهل السقيفة
قال : لست أنكر ما أوضحتموه من البيان ، وما أقمتم عليه من البرهان ، من أنّه كان في عصر رسول الله (ص) طوائف من أهل النفاق متسترين باسم الإسلام ، ولا أنكر أنّ منهم من كان أمره مطويا عن النبي (ص) ولم يكن يعلمهم كما نطق به القرآن ، ومنهم من نزل الوحي في فضيحته وعرفه الله تعالى رسوله (ص) ، ولا أنكر أنّ ذلك وقع من جماعة من الصحابة ، سهوا عن الصواب ، وأخطأ في الفرار من وجب عليه مواصلة الجهاد ، لا سيما في واقعة (حنين) ، وإن كان الله تعالى عفا عنهم كما جاء على ذكرهم القرآن ، ولكن ننكر عليكم تخطئة أهل السقيفة ومن تابعهم من السابقين من أهل الفضائل الذين قطع رسول الله (ص) لهم بالسلامة ، وحكم لهم بالثواب وأخبر أنّهم من أهل الجنّة (كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعبد الرحمن بن عوف الزهري ، وأبي عبيدة بن الجراح ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقّاص ، وسعيد بن زيد بن نفيل) فإنّ هؤلاء هم الذين قال فيهم النبي (ص) : «عشرة من أصحابي في الجنة» على ما جاء به الثابت من الحديث وهكذا حال من قاربهم في الفضائل ، وماثلهم في استحقاق المثوبات.