آية العفو عن المولين الأدبار
قال : إنّ القوم وإن ولوا الأدبار في هذه الغزوات إلا أنّ الله تعالى قد عفا عنهم بقوله تعالى في سورة آل عمران آية ١٥٥ : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ) ومن عفا الله تعالى عنه يكون مرضيا عنده تعالى.
قلت : أولا : إنكم أردتم بما تمسكتم به من السوابق والفضائل التي ادعيتموها لهم أن تدفعوا عنهم نسبة الحيف إليهم وتدفعوا عنهم جواز الخطأ في دفع النص الجلي من النبي على خلافة عليّ (ع) بعده (ص).
الآن وقد رأيتم خطأهم بواضح البرهان بما أدليناه عليكم من الآيات البينات ، وارتكابهم ما لا يجوز من نقض العهد ، والمخالفة لأوامر الرسول (ص) ، التمستم لهم المعاذير ، لتخلصوهم مما وقعوا فيه ، فركنتم إلى التماس وجوه العفو عنهم من الله تعالى فيما لا تستطيعون دفاعه من خلافهم لله تعالى ولرسوله (ص) ، وهو بين أظهرهم ، وما كان أغناكم عن هذا الخلط لو سلكتم طريق الصواب وسبيل السداد.