حديث العشرة المبشرة
وأمّا ما ذكرتموه من حديث عشرة من أصحابي في الجنة وهم أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، ومن تقدم ذكرهم من أتباعهم ، فلا يمكن صدوره من النبي (ص) لأمور.
الأول : إنّ الذي رواه هو سعيد بن زيد بن نفيل ، وهو أحد العشرة المدلول عليهم في الحديث ، وأنتم تعلمون أنّ من زكى غيره بتزكية نفسه ، لم تثبت تزكيته لمن زكى في الشرع الإسلامي ، كما أنّ من شهد بشهادة له كفل فيها ، لن تقبل شهادته فيه ، وفي القرآن يقول الله تعالى في سورة النجم آية ٣٢ : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) ، ولا شك في عدم قبول شهادة من خالف النهي الإلهي وعمل بضده كما في راوي الحديث.
الثاني : إنّه من آحاد الخبر ورواية الواحد ، وهو سعيد ، غير مقبولة ومردودة عليه ، ولا يحصل بها القطع بالحق عند الله تعالى.
الثالث : إنّ العقل بطبيعته يحكم حكما قطعيا بامتناع القطع بالجنّة ، والأمان من النار ، لمن يجوز عليه ارتكاب المعاصي ، واقتراف الآثام ولمن ليس معصوما من الأخطاء ، ولا يمتنع عليه فعل السيئات. لأنّه