آية (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ)
قال : لا مجال للتمسك بالحديث لمنع وقوع الخطأ من القوم مع ما أوردتموه من وجوه الرد والتفنيد بأدلته القوية ، ولكن القرآن يقول في سورة التوبة آية ١٠٠ (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ ، وَالْأَنْصارِ ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ، ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فإنّ الله تعالى قد أوجب للخلفاء الثلاثة (رض) وبقية العشرة جنات عدن تجري من تحتها الأنهار ، وذلك يمنع من جواز الخطأ عليهم في الدين ، والانحراف عن الصراط المستقيم ، فكيف يصح لكم مع ذلك أن تقولوا بأنّ خلافة النبوة (ص) وإمامة الأمة بعد نبيّها كانت لعليّ (ع) وقد دفعوه (ع) عن حق وجب له (ع) عليهم (رض) وعلى الآخرين بتقدمهم عليه (ع) وهل هذا إلا تناقض بين؟
قلت : أولا : إنّ الوعد من الله تعالى بالرضوان إنما توجه إلى السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، ولم يتوجه إلى التالين الأولين والذين ذكرتموهم من المتقدمين على عليّ (ع) مع أتباعهم لم يكونوا من