والأمّة مجمعة على أنّ أبا بكر ، وعمر (رض) ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وسعيد (رض) ، قد بايعوا النبي (ص) تحت الشجرة.
وهذا الإجماع من الأمّة من أوضح الأدلّة ، وأقواها على دخولهم في عموم الآية. ولا يشك اثنان من أهل الإسلام في أن كل من رضي الله تعالى عنه لا يكون سبقه إلى الإسلام ، وأفعاله ، إلّا على وجه الإخلاص لله تعالى.
الآية في البيعة تحت الشجرة لا تريد العموم
قلت : أولا : إنّ خروج القوم عن هذه الآية أظهر وأوضح من خروجهم عن آية السابقين الأوّلين ، وذلك فإنّ الله تعالى قد عيّن المبايعين تحت الشجرة ، وخصّ من توجّه إليه الرضا من الله تعالى من بينهم بدلالات نطق بها القرآن ، ودلنا بصريح قوله تعالى على خروج من ذكرتم عن الرضا في منطوقها ، ومفهومها ، إلّا أنكم لم تأتوا على ذكر الآية بكاملها لتعلموا ثمة أنّ الحق معنا ، وأنّها حجّة لنا عليكم ، لا لكم.
وإليكم الآية كما أنزل الله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً).
فأنتم ترون أنّ الله تعالى قد خصّ بالرضا منهم من علم منه الوفاء بعهد الله تعالى ، ونصب القرينة الواضحة عليه من بينهم بثباته في الحروب بإنزال السكينة عليه ، وكون الفتح القريب به وعلى يده. وقد أجمعت الأمّة على أنّ أول حرب لقيه النبي (ص) بعد بيعة الرضوان هي حرب خيبر ، كما أنّهم أجمعوا على أنّ رسول الله (ص) قدم الخليفة