المعمرون من أهل السنّة
وأمّا قوله : «فلا يعرف أحد ولد في زمن الإسلام وعاش مائة وعشرين سنة» فنقول فيه إنّ هذه الكلمة لا ينبغي صدورها من باحث ورع ، إذ لا يستطيع الإنسان الورع أن يحكم بشيء ما لم يطلع عليه ، وليس في إمكانه أن يعلم ما في باطن الغيب ليبدي رأيه فيه ، والجهل بالشيء ليس علما بعدمه ، وعدم العلم جهل ، ولا يحتجّ بالجهل إلّا جاهل مبطل ، فكيف يجوز للإمام ابن تيمية أن ينفي ذلك مع وجوده؟!!.
أجل! الله يعلم والراسخون في العلم يعلمون أنّه قد عاش رجال كثيرون من حفّاظ الحديث ، ونقاده ، من أهل السنّة إلى عشرين ومائة سنة وما فوقها وقد نصّ الحافظ الذهبي في (تذكرة الحفّاظ) كغيرة من حفّاظهم على جماعة كثيرة منهم ، وسأتلو عليكم أسماء بعضهم لتعلموا ثمة أنّ ما قاله الإمام ابن تيمية لا أصل له.
١ ـ أبو عمر الحافظ المعروف (غلام تغلب) عبد الواحد بن هاشم فقد ذكر الذهبي في (تذكرته) ص ٨٦ من جزئه الثالث أنّه ولد سنة (١٦١ ه) سنة إحدى وستين ومائة ومات سنة (٣٤٥ ه) خمس